الجمعة، 17 فبراير 2012

مكتبة الاسكندرية .. منارة المعرفة منذ الاف السنين



سميت مكتبة الاسكندرية القديمة بالمكتبة العظمي نظرا لاحتواءها علي اعظم الكتب 
التي كانت تغطي كل العلوم انذاك , كانت نشاتها علي يد الاسكندر الاكبر حسب قول 
البعض و انه هو الذي وضع فكرة بنائها , و هناك ايضا من يري انها كانت علي يد بطليموس الاول , و هناك ايضا من يقول ان بطليموس الثاني هو من امر بانشائها , و لكن اغلب الاراء تنصب علي انه الاسكندر الاكبر هو اول من فكر في بناءها , و بطليموس الاول بناها و بطليموس الثاني اكمل هذا البناء ,حيث كانت بداية البناء في حوالي القرن الثالث قبل الميلاد .

ترجع شهرة و عظمة هذة المكتبة ليس لانها اول مكتبات العالم , فالمكتبات الفرعونية كانت معروفة للمصريين بالطبع و لكنها كانت تقتصر علي الكهنة فقط , و لكن مكتبة الاسكندرية كان الهدف منها نشر الثقافة و العلم للجميع , فاشترط المسئولون عن المكتبة ان اي عالم يدرس بها لابد و ان يضع مؤلف من مؤلفاته كي يستفيد به الاخرون , كما ان هذة المكتبة العظيمة ايضا امتزجت محتوياتها و كتبها بين الكتب و الثقافة الفرعونية  مع الثقافة الاغريقية مما يمثل صورة من اعظم صور العولمة القديمة , كما تعرضت الكتب التي كانت موجودة بالمكتبة لكثير من الموضوعات الشائكة وقتها مما يدل علي ان الهدف الرئيسي هو المعرفة .

ظلت مكتبة العظماء , مكتبة الاسكندرية اعظم و اكبر و اشهر مكتبات هذا العصر بما كانت تحتويه من كتب نادرة لكبار الفلاسفة مثل ارسطو , و لكن للاسف عام 47 قبل الميلاد قام الملك يوليوس قيصر بحرق الكثير من السفن المصرية علي شاطئ البحر المتوسط و ذلك بعد ان حاصره بطليموس الصغير شقيق كليوباترا , بعد ظنه ان بطليموس يناصر كليوباترا عليه , و في اثناء الحريق طالت النيران مكتبة الاسكندرية و حرقت كل ما فيها , كما يري بعض المؤرخون ان المكتبة ظلت صامدة حتي القرن الرابع الميلادي الي ان ام حريقها علي يد الامبراطور الروماني ثيودوثيوس , كما ان بعض المؤرخون يرون انه تم حرق المكتبة علي يد عمرو بن العاص بامر من الخليفة عمر بن الخطاب , فيذهب البعض الاخير من المؤرخون الي انه لا يوجد صلة للمسلمين بحرق المكتبة لانه تم حرق المكتبة قبل دخولهم لمصر و يذهبون الي الراي الاول الي انه تم حرقها علي يد الملك يوليوس قيصر قبل الميلاد .

و في الاعوام الاخيرة , راودت افكار كثيرة المسئولون عن الثقافة في مصر باحياء المكتبة من جديد ,, ففي عام 1990 تمت اول دعوة لاحيائها من جديد , و لكن تم تشييدها بالفعل عام 2002 بحصور جميع ملوك و امراء و رؤساء العرب , و بذلك اصبحت منارة للمعرفة لجميع الدول العربية  بكونها اول مكتبة اليكترونية في القرن الواحد و العشرون تضم اضخم و اعظم و اشهر الكتب المصرية و العربية , القديمة و الحديثة .

هذة المكتبة تتسع لاكثر من 8 ملايين كتاب , و هي تحوي ايضا علي ست مكتبات متخصصة، ثلاثة متاحف، سبعة مراكز بحثية، معرضين دائمين، ست قاعات لمعارض فنية متنوعة، قبة سماوية، قاعة استكشاف ومركزا للمؤتمرات , كما انه جدير بالذكر ان هذة المكتبة تحتوي علي كتب في جميع المجالات بجميع لغات العالم لكل راغبي العلم و التثقيف .

كما ان فرنسا اهدت المكتبة عدد ضخم جدا من الكتب الفرنسية في جميع المجالات , حوالي نصف مليون كتاب . لتصبح المكتبة بذلك ثاني اكبر مكتبة فرنكفونية في العالم بعد مكتبة نيويورك . كمل تتفوق مكتبة الاسكندرية عن كثير من مكتبات جامعات العالم في اوربا و امريكا الشمالية , بما تحويه من كتب تغطي جميع التخصصات لتفيد كل الباحثين و محبي الاطلاع .

و يوجد ايضا في المكتبة 6 مكتبات متخصصة و هم : مكتبة المواد السمعية والبصرية , مكتبة المكفوفين و هي تسمي ايضا بمكتبة طه حسين , مكتبة الاطفال , مكتبة النشء , مكتبة المواد الميكروفيلمية , مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة .

و تضم المكتبة ايضا الكثير من المتاحف و هي : متحف الآثار , متحف المخطوطات , قسم الأوعية النـادرة , قسم الميكروفيـلم , قسم العرض المتحفي , متحف تاريخ العلوم .

و هناك في المكتبة بصورة دائمة 9 معارض و هم : الإسكندرية عبر العصور و التي نسمي ايضا بمجموعة محمد عوض , عالم شادي عبد السلام , روائع الخط العربي , تاريخ الطباعة , كتاب الفنان , الآلات الفلكية والعلمية عند العرب في القرون الوسطى , محيي الدين حسين: مشوار إبداعي , عمال الفنان عبد السلام عيد , مجموعة رعاية النمر وعبد الغني أبو العينين    .

و ايضا يتوافر سبع مراكز بحثية متخصصة و هي : المخطوطات , توثيق التراث , الخطوط والكتابة , العلوم المعلوماتية , دراسات الإسكندرية والبحر الأبيض المتوسط , الفنون , البحوث العلمية , منتدى الحوار .

و المكتبة ايضا بها العديد من الانشطة الاخري التي تفيد الكل بمختلف مستويات التعلم و الاعمار مثل : القبة السماوية , قاعة استكشافات ,معارض علمية للأطفال ومركز للمؤتمرات ... و غيرهم من مشاريع عظيمة بداخل المكتبة التاريخية العريقة العظيمة المشهوزر , التي يجب علي كل واحد منا زيارتها و معرفة مال تحتويه من احدث التقنيات و التكنولوجيا الحديثة و حتي اصول الكتب القديمة ..