الجمعة، 24 فبراير 2012

كامب ديفيد .. الجراة الغير معهودة

نانسي مكرم
اخد الرئيس الراحل انور السادات خطوة من اخطر ما فعله في ايامه عام 1979 , اتفاقية كامب ديفيد , قد تتحسب له او تحسب عليه , و لكنه في الواقع كان اول رئيس عربي ياخذ خطوة في مشوار سلام يخص اي دولة و بخاصة اسرائيل و التي تتمتع بكثير من الحفيظة من جانب الاغلبية العظمي من العرب .
          
ففي مارس عام 1979 , تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين الجانبين المصري و الاسرائيلي و التي كانت تهدف في مجملها انهاء حالة الحرب التي كانت قائمة انذاك في سيناء منذ ان احتلتها اسرائيل عام 1967 , و نصت في بدايتها علي ضرورة وجود سلام في المنطقة العربية و انه لابد من حدوث مفاوضات في مصر و الاردن و فلسطين , كما انها تتضمنت التفوض الفعلي الذي ينص علي انسحاب القوات الاسرائيلية من سيناء التي احتلتلها عام 1967 خلال حرب الايام الست , و انه لابد من اقامة علاقات طبيعية بين البلدين بعد الانسحاب , و ايضا اعترفت الاتفاقية بسيادة كل دولة منهما علي ارضها , و اقامة مناطق منزوعة السلاح علي الجانبين .

كما ان لهذة الاتفاقية بعض الاثار السياسية و الاستراتيجية المؤثرة منها , انها انهت حالة الحرب التي كانت قائمة بين البلدين , و قد تمتعت كل منهما بانتعاش في علاقتها السياسية و الاقتصادية مع الدول الاوربية , انهاء حالة الحرب فتحت مجالات كثيرة بين البلدين منها السياحة التي اذدهرت كثيرا بعد الاتفاقية , كما انه تم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 الي عام 1989 الي ان تم التصديق عليها (نتيجة سلبية لمصر) .

كما اثارت هذة الاتفاقية الكثير من ردود الفعل وقتها , فقد استقال وزير الخارجية حينها محمد ابراهيم من منصبه لانه راي في هذة الاتفاقية تنازلات كثيرة لمصر هذا ما  اشار في مقاله الذي كتبه عن الاتفاقية و اضاف ان من اهم اسباب معارضته علي الاتفاقية هو انه كان لابد من وجود اشارة مباشرة علي انسحاب اسرائيل من غزة و الضفة الغربية , كما ان الاتفاقية قوبلت بمعارضة شديدة من الجانب العربي حيث كانت تسيطر عليهم في هذة الفترة افكار الوحدة العربية و بهذا اعتبروا مصر خرجت من هذة الوحدة , كما انه تشكلت جبهة سميت ب (جبهة الرفض) و لكنها في حقيقة الامر سرعان ما انهارت .

كما انه يري بعض المحللين السياسيين ان هذة الاتفاقية لا تؤدي للتطبيع الكامل بين البلدين حتي علي المدي البعيد و وصفوا العلاقة بين البلدين ب ( البرودة و النفور) كما انهم يرون انه و حتي الان لم تستطيع اسرائيل اختراق الحاجز النفسي و السياسي و الاجتماعي الكبير الذي يفصل الدولتان و ذلك لبعض اسباب منها , محاكمة مجرمي الحرب الذين قتلوا الاسري المصريين في حرب 1973 , رفض اسرائيل التوقيع علي التوقيع علي اتفاقية منع الانتشار النووي مما يشير الي اسباب في نفس اسرائيل , و اخيرا قضية الاموال المنهوبة لان اسرائيل قامت باستخراج بترول من سيناء خلال 6 سنوات ,