نانسي مكرم
اخد الرئيس الراحل انور السادات خطوة من اخطر
ما فعله في ايامه عام 1979 , اتفاقية كامب ديفيد , قد تتحسب له او تحسب عليه , و
لكنه في الواقع كان اول رئيس عربي ياخذ خطوة في مشوار سلام يخص اي دولة و بخاصة
اسرائيل و التي تتمتع بكثير من الحفيظة من جانب الاغلبية العظمي من العرب .
ففي مارس عام 1979 , تم توقيع اتفاقية كامب
ديفيد بين الجانبين المصري و الاسرائيلي و التي كانت تهدف في مجملها انهاء حالة
الحرب التي كانت قائمة انذاك في سيناء منذ ان احتلتها اسرائيل عام 1967 , و نصت في
بدايتها علي ضرورة وجود سلام في المنطقة العربية و انه لابد من حدوث مفاوضات في
مصر و الاردن و فلسطين , كما انها تتضمنت التفوض الفعلي الذي ينص علي انسحاب
القوات الاسرائيلية من سيناء التي احتلتلها عام 1967 خلال حرب الايام الست , و انه
لابد من اقامة علاقات طبيعية بين البلدين بعد الانسحاب , و ايضا اعترفت الاتفاقية
بسيادة كل دولة منهما علي ارضها , و اقامة مناطق منزوعة السلاح علي الجانبين .
كما ان لهذة الاتفاقية بعض الاثار السياسية و
الاستراتيجية المؤثرة منها , انها انهت حالة الحرب التي كانت قائمة بين البلدين ,
و قد تمتعت كل منهما بانتعاش في علاقتها السياسية و الاقتصادية مع الدول الاوربية
, انهاء حالة الحرب فتحت مجالات كثيرة بين البلدين منها السياحة التي اذدهرت كثيرا
بعد الاتفاقية , كما انه تم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979
الي عام 1989 الي ان تم التصديق عليها (نتيجة سلبية لمصر) .
كما اثارت هذة الاتفاقية الكثير من ردود
الفعل وقتها , فقد استقال وزير الخارجية حينها محمد ابراهيم من منصبه لانه راي في
هذة الاتفاقية تنازلات كثيرة لمصر هذا ما
اشار في مقاله الذي كتبه عن الاتفاقية و اضاف ان من اهم اسباب معارضته علي
الاتفاقية هو انه كان لابد من وجود اشارة مباشرة علي انسحاب اسرائيل من غزة و
الضفة الغربية , كما ان الاتفاقية قوبلت بمعارضة شديدة من الجانب العربي حيث كانت
تسيطر عليهم في هذة الفترة افكار الوحدة العربية و بهذا اعتبروا مصر خرجت من هذة
الوحدة , كما انه تشكلت جبهة سميت ب (جبهة الرفض) و لكنها في حقيقة الامر سرعان ما
انهارت .
كما انه يري بعض المحللين السياسيين ان هذة الاتفاقية لا تؤدي للتطبيع
الكامل بين البلدين حتي علي المدي البعيد و وصفوا العلاقة بين البلدين ب ( البرودة
و النفور) كما انهم يرون انه و حتي الان لم تستطيع اسرائيل اختراق الحاجز النفسي و
السياسي و الاجتماعي الكبير الذي يفصل الدولتان و ذلك لبعض اسباب منها , محاكمة
مجرمي الحرب الذين قتلوا الاسري المصريين في حرب 1973 , رفض اسرائيل التوقيع علي
التوقيع علي اتفاقية منع الانتشار النووي مما يشير الي اسباب في نفس اسرائيل , و
اخيرا قضية الاموال المنهوبة لان اسرائيل قامت باستخراج
بترول من سيناء خلال 6 سنوات ,