أحد المعتقلين السياسيين المصريين الذى إعتقل فى أغسطس عام 1965 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وظل بالسجن حتى بعد وفاة عبد الناصر عندما تم الإفراج عنه فى عام 1972 أى فى عهد الرئيس أنور السادات ، وكان ذلك فى إطار صفقة مع الإخوان لمواجهة المد اليسارى والناصرى داخل البلاد.
يعتبر الكاتب الراحل أحمد رائف أحد المفكرين الإسلاميين الذين تعد كتاباتهم تأريخاً لمصر ومن أشهرها كتاب «البوابة السوداء» الذى يؤرخ لفترة اعتقاله فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لمدة ٥ سنوات بدأت فى عام ١٩٦٥ ولم تنته إلا بعد وفاة عبدالناصر فى عام ١٩٧٠، بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.
عمل بشركة القاهرة العامة للمقاولات ، لكنه قدم استقالته من تلك الشركة للالتحاق بأخرى من أجل الحصول على راتب أعلى ، وقبل ذهابه للالتحاق بالشركة الجديدة تم إلقاء القبض عليه فى الثالثة صباحا من منزله وتم إيداعه معتقل القلعة بالقاهرة قبل استلام وظيفته.
ويقول رائف فى هذا الصدد: لقد أخذنى رائد بوليس يدعى محمد عبد الغفار ترك وزج بى الى داخل عنبر ملىء بعدد كبير من البشر جميعهم في حالة إعياء شديد ... كانت معالم وجوه هؤلاء قد تغيرت من الضرب المبرح والتعذيب الشديد .. نعم كان مشهدا مخيفا ومرعبا ولم أكن أتصور أن أراه في يوم من الأيام.
ويضيف رائف: فى هذا المكان المقيت جاء نحوى شاب صغير، لم أتبين ملامحه على وجه الدقة وقال لي : أنت أحمد رائف ؟ قلت له: نعم ... وفجأة ودون سابق إنذار وجدته يصفعنى على وجهي بشدة, وكانت هذه أول مرة أصفع فيها على وجهى ... وهنا أمسكت به وضربته بقوة وقلت له: كيف تضربني؟.. البلد فيها قانون ودستور.. إيه.. إنتو فاكرين نفسكو إيه .. وتدهور الموقف ولم استطع مقاومة العديد من المخبرين الذين كانوا معه فقد إنهالوا على بالضرب وبقسوة بالغة... بعد ذلك قاموا بادخالى الى عنبر مجاور كان به عدد كبير من الاشخاص فى حالة أكثر إعياء من السابقين وجميعهم على الارض بعضهم بملابسه الداخلية والآخر عرايا كما ولدتهم أمهاتهم وأجسادهم عليها علامات السياط وضرب العصى الغليظة وكلهم في حالة يرثى لها ... وهنا قال لى احد ضباط التحقيق: إنت شايف دول ؟ تعرفهم ؟ وعندما أمعنت النظر فيهم إكتشفت أنهم.. أنهم أصدقاء لى ، وقد كنت معهم قبل أيام قليلة تقريبا .
ويقول رائف: كان المشرف على التحقيق الضابط أحمد رشدي(أصبح بعد ذلك وزيرا للداخلية المصرية) ، أما الذى كان يقوم بالتحقيق فهو فؤاد علام ( الذى أصبح بعد ذلك أيضا أشهر أقسى لواء فى الداخلية المصرية فى تعذيب الإحوان المسلمين ) . ويضيف رائف: وفى هذا المكان المرعب قضينا نحو أسبوع, لم نذق فيه طعم النوم لحظة واحدة, وعندما كثر العدد النزلاء فى ذلك المعتقل المقيت تم نقلنا إلى معتقل أبى زعبل السياسي, وذلك بعد ملحمة من العذاب الشديد والقتل والتقتيل
فيما يتعلق بوسائل التعذيب يقول رائف: كان يتم ضربى بالهراوات, ثم تعليقى على الحديد ، وأذكر أننى ظللت معلقا ثلاثة أيام دون نوم... ما أفظع هذه الذكرى ... وبعد عدة أيام من التعذيب أخذونى إلى مكتب فؤاد علام(ذلك الضابط الرهيب) وكان معه نقيبا يدعى عصام الشوكي وهنا قال لى فؤاد علام : أنا عايز أريحك وأريح نفسي .. !! فقلت له تفضل, فقال لي: أنت عارف القصة اللى أنت مطلوب بسببها ؟ (وإستمر فى حديثه) هى عبارة عن قصة تنظيم سري وسلاح وتدريب وخطة. وأضاف قائلا: يعنى أي كلام هتقوله خارج ده يعتبر كلام مالوش معنى!! فإذا كنت تريد أن ترحم نفسك .. فعليك أن تكلمنا في حدود التنظيم السرى والسلاح ده . فقلت له بيأس شديد : طيب ساعدني؟؟. وعلى الفور قام فؤاد علام بالمساعدة ... وهنا وضع فؤاد علام سيناريو حول موضوع التنظيم السري. ثم سألته عن موضوع السلاح ؟ . فقال لى : سوف نجد حل لمشكلة السلاح بعد شويه . ثم طلب منى التركيز على التدريب . وهكذا وضع فؤاد علام سيناريو لتنظيم سري رسمه بنفسه وأنا وافقته عليه حتى انتهى من مرارة التعذيب التى أعيش فيها ليل نهار. وقال لي فؤاد علام : بقى عشان نعمله بشكل صحيح أنت هتكتبه, وأنا هأمليك وأنت تكتب بأيدك . ويضيف رائف : وأذكر أننى كتبت تسع صفحات بإملاء فؤاد علام عن تنظيم سري وهمي غير موجود على الأرض وغير دقيق... وأن ذلك التنظيم يسعى الى إغتيال الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر نائب الرئيس وإحداث إنقلاب على نظام الحكم . ومع ذلك استمر التعذيب ، لكن أذكر ليلة مشئومة هى ليلة 31 أغسطس 1965الرهيبة عندما قال عبد الناصر بنادي الشباب السوفيتي أثناء زيارته الى موسكو : اكتشفنا مؤامرة للإخوان المسلمين رغم أننى أعفيت عنهم عام 1954، لذلك لن أرحمهم هذه المرة. وبالفعل تحول المعتقل بعد هذا التصريح إلى سلخانة بشرية, وفي أبي زعبل رأيت شقيقي الأصغر مع عدد كبير من أصدقائه وهم يجلدون عراة من ملابسهم.
بالعودة الى احمد علام يقول أحمد رائف: في يوم من الأيام استدعاني فؤاد علام وقال لي : أنت ماعندكش حاجة تقولها أكثر من اللي أنت قلته ؟. فقلت له: لا .. لكن إحنا تحت أمرك.. إذا كان عندك حاجة تحب أضيفها أنا مش متأخر؟ . فقال لي: طيب أنت دلوقتي هاتمشى من هنا وهتروح السجن الحربي.
وبالفعل ذهب رائف الى السجن الحربى الذى كان يعد أسوأ سجن في الشرق الأوسط . وهنا يقول : أذكر أنه أول ما دخلنا بوابة السجن الحربى التى كانت مدهونة بالقار الأسود فوجئنا بمجموعة من جنود السجن يحملون فى أيديهم الكرابيج التى أخذوا يضربوننا بها بقسوة بالغة ، وبعد أن استمر ذلك بعض الوقت , قاموا بنقلنا الى السجن الكبير بطريقة بشعة ومهانة ما بعدها مهانة ، ثم وضعونا في مخزن ستة وهو عبارة عن غرفة موجودة في فناء السجن ... كانت الغرفة مكتظة بالبشر والظلام دامسا والحر شديدا ورائحة كريهة تفوح فى أرجاء المكان وصمت رهيب يطبق على المكان الأقرب تشبيها بمقبرة جماعية . ويضيف رائف: وفى ذلك المكان إذا قتل شخص منا من جراء التعذيب فيتم لف جسده ببطانية ويدفن فى الصحراء ويكتب بجانب اسمه بدفاتر السجن انه هرب من مبنى السجن .
غرفة التصوير ومشاركة الصحفى حمدى قنديل، يقول رائف:
أذكر ذات يوم أنه تم إستدعائى الى غرفة التصوير التى كانت مشهورة بين المعتقلين بحجرة الإعترافات المفبركة،وكان يتم فيها إجراء مقابلات تليفزيونية مع المساجين يقوم بها الصحفى حمدى قنديل الذى دائما ما كان يقول أن المساجين يعاملون أفضل معاملة فى العالم . وعندما دخلت غرفة التصوير فوجئت بـ حمدي قنديل ينهرني بشدة ويسبني ويطردني من الحجرة وهو يقول للحرس: ازاي تجيبوا سجين مجروح نصوره ،عايزين الناس تقول علينا إيه.. وبالفعل لم يتم التصوير.
أذكر ذات يوم أنه تم إستدعائى الى غرفة التصوير التى كانت مشهورة بين المعتقلين بحجرة الإعترافات المفبركة،وكان يتم فيها إجراء مقابلات تليفزيونية مع المساجين يقوم بها الصحفى حمدى قنديل الذى دائما ما كان يقول أن المساجين يعاملون أفضل معاملة فى العالم . وعندما دخلت غرفة التصوير فوجئت بـ حمدي قنديل ينهرني بشدة ويسبني ويطردني من الحجرة وهو يقول للحرس: ازاي تجيبوا سجين مجروح نصوره ،عايزين الناس تقول علينا إيه.. وبالفعل لم يتم التصوير.
فيما يتعلق بالضغط والإكراه على المتهمين للاعتراف بأشياء لم يفعلونها يقول رائف : كان أعضاء النيابة يتواجدون فى خيام ، وبكل خيمة يوجد رئيس نيابة وسكرتير النيابة ، وكان يتم استقبال كل متهم من المتهمين للتحقيق معه. وذات يوم(والكلام على لسان رائف) تقابلت مصادفة مع أحد رؤساء النيابة وكان شابا ودودا ، وهو ما شجعني على أن أقول له اننى أريد الاعتراف له بشيء ، لكن قبل أن أكمل حديثي قال لي : هتقولي أنك إعترفت تحت ضغط وكتبت إعترافك تحت التعذيب. فقلت له مندهشا : نعم، هذا ما حدث بالضبط . فقال لي: لو فعلت ذلك فسوف يتم إعادة التحقيق معك مرة ثانية ، وسوف يتم تعذيبك مرة ثانية وثالثة الى أن تقوم بنفس الاعترافات السابقة وستكتب أن تلك الاعترافات قمت بكتابتها بمحض إرادتك ... لذلك أنصحك بعدم فعل ذلك حتى توفر على نفسك كل هذا العذاب وعليك أن تعترف بما يقال لك. فقلت له بأسى شديد : نعم.
محاكمات الديجوى الشهيرة :
تم تشكيل عدة محاكم عسكرية لمحاكمة المتهمين في قضية قلب نظام الحكم عام 1965, وكانت أشهر دوائر المحاكم هى دائرة محمد فؤاد الديجوي(يطلق عليها دائرة الديجوى) وكانت محكمته هزلية للغاية لأنها لم تراعى القانون أو الدستور أو أى شىء يمت للقانون بصلة . حتى أن الإجراءات القانونية التى من المفروض إتباعها في سير هذه المحاكمات لم يتم الالتزام بها. يذكر أن الذين قدموا للمحاكمة سبعة وخمسين شخصا من أصل ثمانية وثلاثين ألف معتقل بتهمة قلب نظام الحكم . أى انه تم اعتقال ثمانية وثلاثين ألف شخص تم تعذيبهم لشهور طويلة ، وفى النهاية أسفر هذا الرقم الضخم عن سبعة وخمسين شخص فقط بتهمة الانقلاب على النظام الحاكم ومحاولة إغتيال رئيس الجمهورية ونائبه وتدمير المنشئات ومحطات الكهرباء . وكان التساؤل فى الشارع المصرى فى ذلك الوقت هو : هل يعقل أن سبعة وخمسين شخصا فقط سيقومون بقلب نظام الحكم في مصر. وفى هذا الصدد يقول أحمد رائف : عندما يصبح القاضي سفاحًا قاتلا, وعندما ترى نفسك وقد اضطررت للوقوف أمام جلاد لا تستطيع أن تفعل شيئا سوى أن ترتضي حكمه فيك أو حسب ما يكون عليه مزاجه, فالحسرة عند ذلك عظيمة وألم النفس بالغ , وهي لحظات تبحث الذات فيها عن الإيمان في أعماقها وهو الملاذ والمعين في عالم فقد شكله ومعناه, وغاية ما يفعله الإيمان في لحظة من تلك اللحظات أن يحمي النفس من الدمار والضياع والتمزق. ويضيف رائف: كنا نود أن نخرج من هذا المكان مهما كان الثمن حتى لو كان ذلك يؤدى إلى العالم الآخر، والكثير منا كان يحسد الذي أخذوا أحكاما وذهبوا إلى السجون, نعم .. كان كل واحد يتمنى لو يأخذ حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة حتى يغادر ذلك السجن الحربي اللعين, نعم كانت أمنية كل معتقل في ذلك الوقت تتمثل في المغادرة بأي شكل من الأشكال ولو كان ذلك ليوم واحد خارج أسواره. ويقول رائف : أتذكر أيام التعذيب اللعينة ، وأسوأ شىء فيها عندما كان يموت احد المتهمين من جراء التعذيب .. عندها كنا جميعا نشعر بالفرح له لأنه قد تخلص نهائيا من بطش الجلادين .. نعم كنا جميعا نحسد المتوفى لأنه لم يعد بعد فى متناول أيدى القائمين بالتعذيب .. كانت الحياة مرة رهيبة والموت يحيط بنا وبكل شىء حولنا .. نعم كنا جميعا نقبل الموت وكان شرطنا الوحيد هو السرعة فى الخلاص حتى نبتعد بعيدا عن تعذيب الوحوش الآدمية التى كانت تزهق أرواحنا صباح مساء . ويتذكر رائف : أخيرا جاء الفرج عندما انتقلنا الى معتقل أبى زعبل الذى به كانت المعاملة أقرب قليلا إلى الآدمية مقارنة بالسجن الحربى ، لكن فى ذلك المعتقل الجديد كان يتم عمليات غسيل مخ تهدف الى التمجيد بعصر الرئيس عبد الناصر... فكانت تلقى الخطب والأحاديث والهتافات لحياة عبد الناصر وغيرها بشكل سخيف وساذج . وبعد طول غياب فى هذا السجن سمحوا لنا بالسماع الى الإذاعة المصرية داخل المعتقل ، وفى ذلك اليوم أخبرنا البعض أن هناك أمر جلل قد حدث داخل البلاد وكان ذلك فى يوم 14 مايو 1967؟ وعلمنا أن الرئيس جمال عبد الناصر أغلق خليج العقبة ضد الملاحة الإسرائيلية فيه. وفى ذلك الظرف طلبت منا ادارة السجن أن نكتب خطابات تأييد لجمال عبد الناصر، وبالفعل كتب الجميع إلا 31 شخصا ، وقد تم عزل هؤلاء الرافضين في زنازين تقع شمال المعتقل تحت الأرض وسمعنا أنه حدد لهم تاريخ خمسة يونيو 1967 لإعدامهم لعدم ولائهم للوطن . وحلت هزيمة 5 يونيو 1967 بمرارتها ، وتغيرت المعاملات قليلا مع المساجين وظل الحال كذلك حتى وفاة عبد الناصر فى نهاية
تم تشكيل عدة محاكم عسكرية لمحاكمة المتهمين في قضية قلب نظام الحكم عام 1965, وكانت أشهر دوائر المحاكم هى دائرة محمد فؤاد الديجوي(يطلق عليها دائرة الديجوى) وكانت محكمته هزلية للغاية لأنها لم تراعى القانون أو الدستور أو أى شىء يمت للقانون بصلة . حتى أن الإجراءات القانونية التى من المفروض إتباعها في سير هذه المحاكمات لم يتم الالتزام بها. يذكر أن الذين قدموا للمحاكمة سبعة وخمسين شخصا من أصل ثمانية وثلاثين ألف معتقل بتهمة قلب نظام الحكم . أى انه تم اعتقال ثمانية وثلاثين ألف شخص تم تعذيبهم لشهور طويلة ، وفى النهاية أسفر هذا الرقم الضخم عن سبعة وخمسين شخص فقط بتهمة الانقلاب على النظام الحاكم ومحاولة إغتيال رئيس الجمهورية ونائبه وتدمير المنشئات ومحطات الكهرباء . وكان التساؤل فى الشارع المصرى فى ذلك الوقت هو : هل يعقل أن سبعة وخمسين شخصا فقط سيقومون بقلب نظام الحكم في مصر. وفى هذا الصدد يقول أحمد رائف : عندما يصبح القاضي سفاحًا قاتلا, وعندما ترى نفسك وقد اضطررت للوقوف أمام جلاد لا تستطيع أن تفعل شيئا سوى أن ترتضي حكمه فيك أو حسب ما يكون عليه مزاجه, فالحسرة عند ذلك عظيمة وألم النفس بالغ , وهي لحظات تبحث الذات فيها عن الإيمان في أعماقها وهو الملاذ والمعين في عالم فقد شكله ومعناه, وغاية ما يفعله الإيمان في لحظة من تلك اللحظات أن يحمي النفس من الدمار والضياع والتمزق. ويضيف رائف: كنا نود أن نخرج من هذا المكان مهما كان الثمن حتى لو كان ذلك يؤدى إلى العالم الآخر، والكثير منا كان يحسد الذي أخذوا أحكاما وذهبوا إلى السجون, نعم .. كان كل واحد يتمنى لو يأخذ حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة حتى يغادر ذلك السجن الحربي اللعين, نعم كانت أمنية كل معتقل في ذلك الوقت تتمثل في المغادرة بأي شكل من الأشكال ولو كان ذلك ليوم واحد خارج أسواره. ويقول رائف : أتذكر أيام التعذيب اللعينة ، وأسوأ شىء فيها عندما كان يموت احد المتهمين من جراء التعذيب .. عندها كنا جميعا نشعر بالفرح له لأنه قد تخلص نهائيا من بطش الجلادين .. نعم كنا جميعا نحسد المتوفى لأنه لم يعد بعد فى متناول أيدى القائمين بالتعذيب .. كانت الحياة مرة رهيبة والموت يحيط بنا وبكل شىء حولنا .. نعم كنا جميعا نقبل الموت وكان شرطنا الوحيد هو السرعة فى الخلاص حتى نبتعد بعيدا عن تعذيب الوحوش الآدمية التى كانت تزهق أرواحنا صباح مساء . ويتذكر رائف : أخيرا جاء الفرج عندما انتقلنا الى معتقل أبى زعبل الذى به كانت المعاملة أقرب قليلا إلى الآدمية مقارنة بالسجن الحربى ، لكن فى ذلك المعتقل الجديد كان يتم عمليات غسيل مخ تهدف الى التمجيد بعصر الرئيس عبد الناصر... فكانت تلقى الخطب والأحاديث والهتافات لحياة عبد الناصر وغيرها بشكل سخيف وساذج . وبعد طول غياب فى هذا السجن سمحوا لنا بالسماع الى الإذاعة المصرية داخل المعتقل ، وفى ذلك اليوم أخبرنا البعض أن هناك أمر جلل قد حدث داخل البلاد وكان ذلك فى يوم 14 مايو 1967؟ وعلمنا أن الرئيس جمال عبد الناصر أغلق خليج العقبة ضد الملاحة الإسرائيلية فيه. وفى ذلك الظرف طلبت منا ادارة السجن أن نكتب خطابات تأييد لجمال عبد الناصر، وبالفعل كتب الجميع إلا 31 شخصا ، وقد تم عزل هؤلاء الرافضين في زنازين تقع شمال المعتقل تحت الأرض وسمعنا أنه حدد لهم تاريخ خمسة يونيو 1967 لإعدامهم لعدم ولائهم للوطن . وحلت هزيمة 5 يونيو 1967 بمرارتها ، وتغيرت المعاملات قليلا مع المساجين وظل الحال كذلك حتى وفاة عبد الناصر فى نهاية
سبتمبر 1970
شكر خاص لموقع العروبه الذي جمع هذه الماده القيمه
وقد نقلت هذا اجلالا لهذا الرجل العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق